التكنولوجيا والزواج.. كيف تنقذ علاقتك من خطر الشاشات؟

مقدمة

لم يعد الزوجان وحدهما في البيت.. فأصبحت الهواتف ضيفاً دائماً؛ هذا الضيف الذي قد يسرق السعادة أو يبنيها.
في عصرٍ صارت فيه الأعجوبة الرقمية جزءً من الحياة، كيف نوازن بين منافع التكنولوجيا ومخاطرها على الحياة الزوجية؟.

الوجه المظلم للتكنولوجيا
هناك الكثير من المشكلات الناتجة عن التكنولوجيا والتي تؤثر سلباً على الزواج:
* الإدمان الرقمي
يؤدي كثيراً إلى انعدام الحوار بين الزوجين، شعور أحدهما بإهمال الطرف الآخر له.

* الخيانة العاطفية
من خلال محادثات سرية، وتعارف عبر  (وسائل التواصل الاجتماعي)؛ والتي تؤدي إلى تآكل الثقة، والشك المرضي بين الأزواج “إياكم والدخول على النساء!” (صحيح البخاري)؛ فقد حذر النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في هذا الحديثِ من الدخول على النساء الاجنبيات والخلوة بهن – وهذا يشمل الدخول الافتراضي على وسائل التواصل الاجتماعي.

* المقارنة المستمرة
بين الشريك ونماذج مثالية زائفة؛ والتي تقلل من قيمة الشريك، وتجعلك في شعور دائم بعدم الرضا والكفاية. لقوله تعالى {وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ۚ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ} (سورة طه: 131) – وفي هذه الآية الكريمة دعوة لمقاومة المقارنة.

* انعدام الخصوصية
بمشاركة تفاصيل الزواج على وسائل التواصل الاجتماعي، وانتهاك حرمة الأسرار الزوجية. “إنَّ مِن أَشَرِّ النَّاسِ عِنْدَ اللهِ مَنْزِلَةً يَومَ القِيَامَةِ، الرَّجُلَ يُفْضِي إلى امْرَأَتِهِ، وَتُفْضِي إِلَيْهِ، ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا” (صحيح مسلم).

الوجه المشرق.. كيف تستفيد من التكنولوجيا؟

* التطبيقات الإسلامية
تعزيز الروحانية المشتركة من خلال تنزيل تطبيق مثل “أذكار الزوجين” للمشاركة في الأذكار اليومية.

* الدورات الإلكترونية
تطوير مهارات الزواج؛ من خلال الاشتراك معاً في دورات أونلاين مثل “فن الحوار الزوجي”.

* التواصل الذكي
تجاوز حدود المكان عند السفر أو أي ظرف خارج عن الإرادة؛ بإرسال رسالة مكتوبة أو صوتية للزوج أو الزوجة تُعبّر عن الاهتمام والتذكر.

خريطة الخلاص.. ضوابط شرعية لاستخدام التكنولوجيا

1. اتفاقية المناطق المحظورة
الإتفاق على وقت محدد لاستخدام الهواتف، ومنعها في غرفة النوم – أثناء الوجبات – في أوقات الحوار الجاد.

2. الشفافية المطلقة
مشاركة كلمات المرور الخاصة بين الزوجين تطوعياً بدون إلزام تعزيزاً للثقة.

3. تحديد الصداقات الافتراضية
حذف الصداقات المشبوهة، والغير معروفة. “إنَّ الحلالَ بيِّنٌ وإنَّ الحرامَ بيِّنٌ وبينهما أمورٌ مُشتبِهاتٌ لا يعلمهنَّ كثيرٌ من الناس فمنِ اتَّقى الشُّبُهاتِ استبرأ لدِينِه وعِرضِه ، ومن وقع في الشُّبهاتِ وقع في الحرامِ” (متفق عليه).

4. اعتزال التكنولوجيا
تخصيص يوم أسبوعياً “بلا إنترنت” لتعزيز التواصل الفعلي بين أفراد العائلة دون مشتتات.

5. مراقبة المحتوى المشترك
عدم نشر أي صور أو فيديوهات يظهر فيها أحد الزوجين إلا بإذنه.

6. استبدال الشكوى بالحل
عند الإحساس بالإهمال، بالتعبير عن حاجة بعضٌ من وقت الطرف الآخر بدل تصفح وسائل التواصل الاجتماعي بمزاج ونفسية سيئة.

7. توظيف التكنولوجيا للعطاء
إنشاء حساب مشترك للتبرع للأعمال الخيرية عبر المنصات الإسلامية.

مؤشرات الخطر.. متى تحتاجان مساعدة؟!
– إذا حدث واحد مما يلي:
– كثرة الشجار بسبب “إعجاب” أو “تعليق” على وسائل التواصل الاجتماعي.
– إخفاء الهاتف عن الشريك عند دخول المنزل.
– شعور أحدكما بالوحدة رغم وجود الآخر.
– قضاء أكثر من 4 ساعات يومياً على الهاتف دون ضرورة لذلك (كالعمل أو الدراسة).

خاتمة
التكنولوجيا.. عبدٌ مفيدٌ إذا كنتم أسياداً !
ليست المشكلة في وسائل التواصل الاجتماعي؛ بل فيمن يستخدم هذه الوسائل ويجعلونها وسيلة لهدم البيوت!

تذكَّروا
أقوى “شبكة اتصال” تصل بين قلبين هو الحب في الله. وأفضل “تطبيق” يُحدثه الزوجان هو الدعاء لبعضهما. وأنقى “شبكة اجتماعية” هي صلة الأرحام.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *