| | |

المقبلون على الزواج.. ثلاث وصايا ذهبية لبداية موفقة

مقدمة

الزواج أكثر من مجرد قرار أو حفل، بل هو رحلة عمر تُبنى على أساس من المودة والرحمة. وكأي مشروع عظيم، يحتاج إلى “تخطيط حكيم” يجمع بين توفيق الله وحكمة الاشخاص.
ثلاث وصايا هامة لأي شاب وفتاة مقبلين على هذه الخطوة: الاستخارة، الاستشارة، والفهم الواقعي.

1. الاستخارة: التوكل على الله قبل كل شيء

قبل أن تبحث في المواصفات والمتطلبات، اجعل خطوتك الأولى نحو السماء.

* ما هي صلاة الاستخارة؟
هي دعاء وطلب العون من الله عز وجل؛ حيث تطلب منه أن يختار لك الخير في هذا القرار المصيري، وأن يصرف عنك الشر إن كان فيه.

* كيف تُصلى؟
تصلى ركعتين (غير الفريضة) ثم تُتلو دعاء الاستخارة المشهور عن النبي ﷺ: “اللَّهُمَّ إنِّي أستَخيرُكَ بعِلمِكَ، وأستَعينُكَ بقُدَرتِكَ، وأسألُكَ من فضلِكَ العظيمِ، فإنَّكَ تقدِرُ ولا أقدِرُ، وتَعلمُ ولا أعلَمُ، وأنتَ علَّامُ الغيوبِ، اللَّهمَّ إن كُنتَ تعلمُ أنَّ هذا الأمرَ خيرٌ لي في ديني ومَعاشي وعاقِبةِ أَمري -أو قالَ: في عاجِلِ أَمري وآجلِهِ- فاقدرهُ لي، ويسِّرهُ لي، ثمَّ بارِكْ لي فيهِ، وإن كنتَ تعلمُ أنَّ هذا الأمرَ شرٌّ لي في ديني، ومَعاشي، وعاقبةِ أَمري -أو قالَ: في عاجلِ أَمري وآجلِهِ-، فاصرفهُ عنِّي، واصرِفني عنهُ، واقدُرْ لي الخيرَ حيثُ كانَ، ثمَّ أرضِني بِهِ، قالَ: ويسمِّي حاجتَهُ” (متفق عليه).

* ليس حلماً أو رؤية!
خطأ شائع أن ينتظر الشخص رؤية في منامه!؛ فثمرة الاستخارة الحقيقية هي “السكينة القلبية” و”تيسير الأمور” أو تعسيرها. فقد تشعر بعدها بانشراح الصدر للمضي قدماً أو انقباض وتردد، فأنصت لقلبك بعد أن ملأته بذكر الله.

2. الاستشارة: عين الحكمة وصوت التجربة

لا تثق بكل ما ترى، ولا تستخف بكل ما يقال. الاستشارة هي أن تضع تجارب الآخرين نصب عينيك.

* من تَستشير؟
1. أهل الدين والخبرة:
والديك، الأقارب الحكماء، الأصدقاء الصالحون، المستشار الأسري الموثوق.
2. اجمع آراء متعددة:
لا تعتمد على رأي شخص واحد.
3. اسأل مباشرة:
من المهم الحديث مع من يعرف الطرف الآخر معرفة جيدة (جيرانه، أصدقاؤه في العمل أو الدراسة) لتعرف خلقه وتعاملاته بعيداً عن مظاهر الزيارات الرسمية.

* ماذا تسأل؟
اسأل عن الدين أولاً (كيف يحافظ على الصلاة؟ ما أخلاقه؟)، ثم الخلق (كيف تعامله مع الناس؟ هل هو متسامح؟)، ثم “الاستعداد للزواج” (هل هو جاد ومسؤول؟).

يقول النبي ﷺ: “إنَّ المستشارَ مؤتمنٌ” (رواه الترمذي وحسنه). فاختر من تأتمنه على أسرارك ورأيك.

3. الفهم الواقعي.. مواجهة الحقائق بصدق

الحب والشغف جميل، لكن الزواج يعيش على ارض الواقع. لذا تَعدَّ قوالب الخيال وافهم ما أنت مقبل عليه بحنكة.

* الحوار المفتوح والصريح
قبل العقد، يجب أن يكون هناك حديث واضح وشفاف (بوجود محرم للفتاة) حول:

* التوقعات: ما هي أدوار كل منا في المنزل؟ كيف سنقسم المصاريف؟

* الأهداف المشتركة: أين سنعيش؟ ما هي خططنا المستقبلية؟

* الحدود الشخصية والعائلية:
كيف ستكون علاقتنا بأهل كل منا؟
أي قضايا حساسة قد تؤثر على الحياة المستقبلية (بشكل عام دون تفصيل دقيق لا داعي له).

* الاستعداد المادي والمعنوي:
– المادي: لا تعني إهمال التخطيط. كن مستعداً لتكاليف بسيطة ومقدور عليها، وليكن شعارك البساطة وعدم المغالاة.
-المعنوي: استعد نفسياً لتحمل المسؤولية، وتقبل الاختلاف، ومهارة حل النزاعات. الزواج ليس جنة دائمة بلا مشاكل، بل هو رحلة تعلم ونمو مشترك.

* ابحث عن “الصالح/ة” وليس “الجميل/ة” فقط:
تذكر حديث النبي ﷺ: “تُنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، وجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك” (متفق عليه). هذا هو الضمان الحقيقي للسعادة الدائمة.

خاتمة: مثلث النجاج

لا تفصل بين هذه الأركان الثلاثة.. “الاستخارة” تمنحك البركة والتوفيق. “الاستشارة” تمنحك الحكمة وتجنبك الوقوع في الأخطاء. “الفهم الواقعي” يمنحك الاستعداد لمواجهة الحياة بعيداً عن أوهام الخيال.

اجعل قرارك قراراً مدروساً؛ اجمع بين عون الله تعالى وحكمة البشر ووضوح الرؤية، لتبني بيتاً إسلامياً قوامه المودة والرحمة والسكن، وتحقق مقصد الله تعالى من الزواج: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾ (سورة الروم: 21).

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *