مهارات في التربية يجب أن تبدأ بها

مهارات في التربية يجب أن تبدأ بها

مهارات في التربية يجب أن تبدأ بها: لا يوجد كتاب إرشادي نموذجي متوفر في السوق يمكن أن يعلمك كيف تكون والدًا جيدًا. كل طفل فريد من نوعه ويحتاج إلى التعامل معه بطريقة مميزة.

بالطبع، يمكنك الحصول على نصائح التربية في العديد من الكتب وعلى الإنترنت، لكن مهارات الأبوة والأمومة الجيدة لا تأتي إلا بالكثير من الممارسة.

في الواقع، غالبًا ما يتم تطوير مهارات الأبوة والأمومة الفعالة على طول الطريق، من خلال الصبر وعن طريق التجربة والخطأ.

لذا، لا يجب أن تنشغلا بضغوطات غرس مهارات الأبوة والأمومة الأفضل أو أن يتم وصفكما بـ ”الوالدين الصالحين“، حيث أن كل والد في العالم هو أب أو أم صالح.

مهارات في التربية يجب أن تبدأ بها

إذا كنت لا تزال ترغب في اكتساب مهارات التربية وترغب في الحصول على نصائح جيدة في مجال الأبوة، فإن القائمة التالية من يمكن أن تكون نقطة انطلاق جيدة لمغامرة العمر التي تسمى ”الأبوة“.

1. القدوة في السلوك الإيجابي

صورة اب يمازح ابنه
القدوة في السلوك الإيجابي

عادة ما نميل جميعًا إلى رفض نصائح آبائنا أو كبار السن الآخرين بشدة، لأننا نجد نصائحهم مملة وعفا عليها الزمن.

ومع ذلك، كما يقول كبارنا؛ صحيح أن أطفالنا سيقلدون إلى حد كبير ما نفعله نحن كآباء.

لذا إذا أردنا أن يكون أطفالنا صادقين ومحبين ومسؤولين وحساسين ومجتهدين، فمن الأفضل أن نبذل قصارى جهدنا لامتلاك هذه الصفات بأنفسنا.

من السهل جدًا أن نقول الكلمات، ولكن في النهاية، سلوكنا هو الذي يترك الانطباع الأكثر ديمومة. لذا، من الضروري أن نكون قدوة للسلوك المتفائل كجزء من التربية الصالحة.

2. خصص وقتًا للاستماع

صورة ابن يشارك مع ابيه ما يراه ويسمعه
خصص وقتًا للاستماع

ليس من الضروري أن تعظ أطفالك في كل مرة تتعامل فيها معهم. قد يبدأ أطفالك في التهرب منك إذا كنت دائمًا ما تقترب منهم بمزاجية لوعظهم أو تغيير شيء ما فيهم.

من الضروري أن يستمع الآباء والأمهات لأبنائهم وأن يكونوا على وفاق مع أبنائهم وأن يصلوا إلى تواصل فعال.

عندما نأخذ الوقت الكافي للاستماع إلى أطفالنا يمكننا أن نتعلم الكثير منهم. ليس فقط حول ما يحدث في حياتهم، ولكن أيضًا حول ما يشعرون به وما قد يعانون منه.

حاول أن تجلس مع طفلك في وقت ما كل يوم واسمح لطفلك بالتحدث دون مقاطعة. أوقات الطعام أو أوقات النوم هي فرص جيدة لذلك.

إذا كان طفلك انطوائياً، يمكنك اصطحابه في نزهة وإحضار طعامه المفضل أو قضاء يوم كما يحلو له لجعله يتحدث.

3. عبّر عن توقعاتك بوضوح

عندما تستمع إلى أطفالك، سيكونون أكثر استعداداً للاستماع إليك. التواصل الواضح هو ما يدور حوله كل شيء، بغض النظر عن أساليب التربية المختلفة.

عندما تشرح توقعاتك، احرص على أن يفهم طفلك ما تريده بالضبط وما هي العواقب التي ستترتب على عدم تحقيق توقعاتك.

لا تفرض توقعاتك على أطفالك عندما لا يكونون في مزاج يسمح لهم بالاستماع. من المهم أن تتواصل مع طفلك في الوقت المناسب، وإذا لم يكن طفلك في مزاج جيد، فإن كل توقعاتك قد تذهب أدراج الرياح.

4. ضع حدودًا معقولة

يسعد الأطفال عندما يعلمون أين هي الحدود والقيود. ومع ذلك، إذا كانت هذه الحدود مقيدة أو قاسية للغاية، فقد يشعر الطفل بأنه محاصر ومضطهد.

لابد من الحكمة لإيجاد توازن حيث يكون طفلك آمنًا ولكن لا يزال لديه مساحة للعب والتعلم.

حدد حدود، ولكن أطلق العنان لطفلك لتجربة أشياء جديدة. لا بأس إذا تعثر طفلك؛ فهو سيتعلم من أخطائه.

وعلى الرغم من ضرورة وجود حدود معينة، إلا أن طفلك يحتاج إلى منحه الحرية لاستكشاف العالم من حوله، وعدم الخوف من الفشل، وتطوير مهاراته في التعافي رغم الفشل.

5. كن متسقًا مع العواقب

لا فائدة من وضع حدود جيدة إذا كنت لن تطبقها. يحتاج كل طفل طبيعي إلى اختبار تلك الحدود مرة واحدة على الأقل لمعرفة ما إذا كنت تعني ما قلته حقًا.

وهنا يأتي دور بعض مهارات التربية الذكية والفعالة، حيث تحتاج إلى تحقيق التوازن بين الحرية والحدود. فهناك حدود معينة لا يجب التلاعب بها.

وهنا تحتاج إلى أن تكون حازم مع طفلك وأن توضح له عدم تجاوز تلك الحدود.

من خلال كونك حازمًا ومتسقًا ستبني الثقة وسيتعلم طفلك احترامك في الأوقات القادمة.

6. أظهر المودة والحب بشكل متكرر

من بين جميع مهارات الأبوة والأمومة الإيجابية، ربما تكون هذه أهم صفات الوالدين الصالحين.

احرص على أن تعانق أطفالك كل يوم وأخبريهم بمدى حبك لهم. لا تظن أن إظهار الكثير من المودة والحب سيفسدهم..

عندما يُظهر الآباء والأمهات عواطف وحب مقيدين تجاه أطفالهم، فإن ذلك يعيق شخصيتهم بشكل سلبي. فهؤلاء الأطفال يواجهون خطرًا أكبر في تدني احترامهم لذاتهم ويفتقرون إلى الثقة في مواجهة الناس والمشاكل من حولهم.

على العكس من ذلك، عندما يتلقى الأطفال حنانًا وتأكيدًا متكررًا جسديًا ولفظيًا، سيعرفون أنهم محبوبون ومقبولون. وهذا سيمنحهم أساسًا قويًا وثقة في مواجهة العالم.

7. تشجيع الفضول

إن تشجيع الفضول مهارة تعزز حب التعلم وتساعد الأطفال على التطور. فالأطفال الذين يتم تشجيعهم على طرح الأسئلة واكتشاف الأشياء يميلون إلى النمو والتطور ليصبحوا بالغين يفكرون بشكل نقدي ويبتكرون.

يستطيع الآباء تعزيز فضول الأطفال من خلال تشجيعهم على طرح الأسئلة “لماذا” و”كيف”، بدلاً من مجرد تقديم الإجابات. على سبيل المثال، إذا سألك طفلك لماذا السماء زرقاء، فبدلاً من تقديم إجابة مباشرة، أجبه بـ “ما رأيك؟” أو “لنكتشف معًا”. يعزز هذا النهج التعلم النشط ويعزز الشعور بالاستكشاف.

بالإضافة إلى ذلك، فإن توفير بيئة محفزة بالكتب وفرص استكشاف الأماكن الخارجية يساعد الأطفال على إشراك فضولهم الطبيعي. والهدف هو تنمية عقلية تجعل الأطفال متحمسين للتعلم والتكيف واستكشاف أفكار جديدة طوال حياتهم.

8. تعزيز الاستقلال

إن إحدى أعظم الهدايا التي يمكنك منحها لطفلك هي القدرة على التفكير بشكل مستقل وحل المشكلات بمفرده. في كتاب “هدية الفشل” للكاتبة جيسيكا لاهي، تستكشف المؤلفة كيف يتدخل الآباء غالبًا بسرعة كبيرة لحل مشاكل أطفالهم، مما يعيق نموهم عن غير قصد. تكتب: “من خلال السماح للأطفال بتجربة الفشل والنضال، فإننا نمنحهم الفرصة لتعلم كيفية النجاح”.

إن تعزيز الاستقلال لا يعني ترك الأطفال ليعتمدوا على أنفسهم، بل توجيههم أثناء تعلمهم اتخاذ القرارات. على سبيل المثال، إذا كان طفلك يواجه صعوبة في تنفيذ مشروع مدرسي، فبدلاً من القيام بذلك نيابة عنه، اطرح عليه أسئلة استقصائية تساعده على التفكير في المشكلة. وهذا النهج يغذي التفكير النقدي ويمكّنه من تحمل المسؤولية عن أفعاله.

إن منحهم المزيد من الاستقلالية تدريجيًا، سواء من خلال السماح لهم باختيار ما يرتدونه أو السماح لهم بالتعامل مع النزاعات البسيطة مع أقرانهم، من شأنه أن يبني ثقتهم ومهاراتهم في حل المشكلات. والنتيجة هي طفل يشعر بالقدرة والمرونة والاستعداد لمواجهة التحديات.

الخاتمة

هذه بعض مهارات في التربية يجب أن تبدأ بها. الخلاصة هي أن لا تنشغل بفكرة أن تكوني أفضل والد وأن لا تقارن نفسك بالآباء الآخرين الذين تعرفهم.

يمكنك الرجوع إلى بعض الكتب التي تتحدث عن مهارات الأبوة والأمومة لغرس بعض السمات الإيجابية، ولكن في النهاية، ثق بغرائزك وشجعهم على أن يصبحوا بشراً صالحين واستمر في حبهم دون شروط.

قد يعجبك هذا

منزل خالٍ من الشاشات

تربية الأبناء في عصر التكنولوجيا

استراتيجيات التواصل الفعال للآباء والأمهات في العصر الحالي

Scroll to Top