كيفية توفير الدعم للآباء والأمهات الجدد في عائلتك: وصول مولود جديد في الأسرة أمر رائع، وعلى الرغم من البهجة والإثارة والفخر التي تعقب الانتقال إلى الأبوة والأمومة، إلا أن الآباء الجدد قد يجدون أن إنجاب طفل لأول مرة قد يسبب أيضًا مجموعة واسعة من التجارب العاطفية السلبية نتيجة للتغيرات الكبيرة التي تحدث في حياة الأسرة.
بالنسبة للبعض، يكون الانتقال إلى مرحلة الأبوة فترة صعبة تبعث على الانزعاج والخوف، حيث تكون تجربة التكيف صعبة إلى حد ما، ووفقاً لإحدى الدراسات، فإن مشاكل الصحة النفسية مثل الاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) شائعة أثناء الحمل وبعد الولادة.
يتعرض الآباء والأمهات الجدد للإرهاق وقلة النوم ويشعرون بأنهم يفقدون السيطرة على حياتهم ويبدأون في التغاضي عن احتياجاتهم أثناء رعاية أطفالهم.
ونظراً للتحديات التي تواجه الآباء والأمهات الجدد، فإن الدعم للآباء والأمهات له أهمية قصوى، الأمر ليس مقتصرًا فقط على تقديم المساعدة العملية، مثل رعاية الأطفال أو إعداد الوجبات، بل يشمل أيضًا تقديم الدعم العاطفي والنفسي لمساعدتهم على التعامل مع مشاعرهم المتقلبة التي تصاحب الأبوة.
فهم ما يحتاجه الآباء الجدد، خاصة في الأيام الأولى، يمكن أن يصنع فرقًا كبيرًا في قدرتهم على التكيف والازدهار في أدوارهم الجديدة، ستساعدك هذه المقالة في التعرف على كيفية توفير الدعم للآباء والأمهات الجدد في عائلتك
كيفية توفير الدعم للآباء والأمهات الجدد في عائلتك
يمثل الانتقال إلى مرحلة الأبوة فترة من التغييرات الكبيرة حيث يجب عليكما التكيف مع الروتين الجديد وإعادة تحديد أدواركما وأهداف حياتكما كزوجين ووالدين، تستلزم عملية التكيف هذه تكيفًا جسديًا ونفسيًا قد يترك الوالدين الجدد في حالة من الضعف المتزايد.
يعتبر الدعم من الأسرة عاملاً مؤثرًا يساهم في اجتياز هذه المرحلة، وتشير الأبحاث إلى أن الترابط بين الأمهات الجدد وأمهاتهن البيولوجيات وحمواتهن يؤثر إيجابًا على الأمهات الجدد حيث يكتسبن الثقة في خوض دور جديد.
وعلى النقيض من ذلك، فإن الافتقار إلى الدعم والترابط الاجتماعي مع الشركاء وأفراد الأسرة الآخرين يسهل إصابة المرأة باكتئاب ما بعد الولادة، مما يؤدي إلى عدم الرضا الزوجي وضعف الرابطة بين الأم والطفل.
على الرغم من أن المرأة عادةً ما يُنظر إليها على أنها الطرف الرئيسي في ممارسات تربية الأطفال، إلا أن الأباء لهم دور لا يقل أهمية، فالدعم العاطفي والعملي الذي يقدمه الأب يمكن أن يزيد أويخفف من العبء العاطفي والجسدي على الأم،
التشجيع والرفقة والتوجيه والمساعدة في الأعمال اليومية يخلق إحساسًا بالدعم والمسؤولية المشتركة، مما يدل على أن كلاكما يخوضان هذه التجربة معًا.
إن تجربة الأبوة لأول مرة أيضًا ليست بالأمر السهل، الكثير من الآباء يواجهون تجارب سلبية في الأبوة : الإحباط والقلق والعجز بسبب صعوبات إعادة ترتيب أوضاعهم مع شركائهم وطفلهم وعملهم، ومن ثم، فإن التعرف على طرق دعم الأب لا يقل أهمية عن ذلك.
كيف يمكن تقديم الدعم للآباء الجدد؟
تساعد وجود علاقات أسرية داعمة للآباء الجدد على التعامل بشكل أفضل مع المواقف العصيبة في مرحلة الأبوة الأولى. فيما يلي بعض الأمور التي يمكنك القيام بها لتقديم الدعم للوالدين الجدد:
تجنب إعطاء نصائح أبوية غير مرغوب فيها
لا توجد طريقة وحيدة ليكونا الوالدين ”جيدين“، التأقلم مع الأبوة والأمومة هو عملية تجربة وخطأ، إنها عملية مستمرة لاكتشاف الأشياء الأفضل للطفل، على الرغم من أن تقديم النصيحة قد يكون تعبيرًا عن الاهتمام، إلا أن تقديم النصيحة غير المرغوب فيها قد يؤدي إلى شعور الوالدين الجدد بعدم الأمان أثناء تكيفهم مع الأبوة.
إعطاء الوالدين الجدد مستلزمات الطفل
قد يكون تحضير مستلزمات الطفل أمرًا مربكًا ومكلفًا بالطبع، قد يكون لدى الآباء والأمهات الجدد قائمة باحتياجات المواليد الجدد، لذا من الجيد أن تسألي الآباء والأمهات الجدد عن مستلزمات الطفل التي يحتاجونها قبل شراء أي منتجات للأطفال، من خلال سؤالهم عما يحتاجون إليه، تتجنبين إهدار أموالك على أغراض تم إعدادها أو تقديمها من قبل الآخرين، ستجعل منتجات الأطفال المفيدة بالتأكيد تقديم الرعاية اليومية أسهل بكثير.
تقديم المساعدة العملية
يهتم معظم الآباء والأمهات الجدد برعاية أطفالهم بدلاً من الاهتمام بأنفسهم وبالمنزل، إذا كنت من أفراد العائلة المقربين من الوالدين الجديدين – الأشقاء أو الأم أو الأب أو الأصهار – فسيكون من الرائع أن تعرض على الوالدين الجديدين المساعدة العملية، يمكنك عرض غسل الأطباق أو طي الغسيل.
وبذلك، قد لا يشعر الوالدان الجديدان بالإرهاق الشديد بسبب الأمور التي تحدث في المنزل، حتى يتمكنوا من التركيز على تطوير العلاقة مع أطفالهم الرضع.
شجع الآباء الجدد على الانضمام إلى مجتمعات الأبوة والأمومة
غالبًا ما يحتاج الآباء الجدد إلى مصادر دعم عديدة، في حين أن نظام الدعم العائلي أمر حيوي، إلا أنه من المفيد أيضًا في بعض الأحيان أن يتلقى الآباء الجدد الدعم من أنظمة الدعم الخارجية، مثل مجموعات دعم الآباء الجدد، يساعد هذا التواصل الآباء والأمهات الجدد على اكتساب الثقة والوصول إلى المعلومات ذات الصلة بصحة الطفل وتربية الأطفال وتوسيع الشبكات الاجتماعية مع أشخاص في مرحلة مماثلة من الحياة.
دعم الآباء والأمهات الجدد من أماكن بعيدة
تستطيع مساعدة الوالدين الجديدين في عائلتك حتى لو كنت تعيش بعيدًا عنهم.
في الحقيقة، هناك طرقاً لتقديم الدعم للوالدين الجدد، على الرغم من أن بُعد المسافة يمنعك من طرق المساعدة العادية.
الاطمئنان عليهم
إن الاطمئنان على الوالدين الجديدين سيجعلهم يشعرون بوجودك معهم، على الرغم من عدم قدرتك على التواجد شخصيًا، إذا كنتِ تعتقدين أن إجراء مكالمة هاتفية أو مكالمة فيديو ستزيد من الضغط عليهم للرد، يمكنك إرسال رسالة سريعة لهم بقولك: ”لقد كنت أفكر فيكم مؤخرًا“، أو ”أنا موجود إذا احتجتم للتحدث“، أو يمكنك إخبارهم بأنهم يقومون بعمل رائع كآباء، تذكري أن تكوني داعمة لهم ولو بالكلمات.
إرسال وجبة طعام
قد لا يكون لدى معظم الآباء الجدد وقت كافٍ لإعداد الطعام لأنفسهم، فكري في سؤال الآباء الجدد عن مطعمهم أو وجباتهم المفضلة، اتصل بأحد المطاعم وأرسل الوجبة إلى منزل الوالدين الجديدين، أنت تساعد الوالدين الجديدين وتوفر لهم المزيد من الوقت للاعتناء بأنفسهم.
الخاتمة
تحدثنا في هذه المقالة عن كيفية توفير الدعم للآباء والأمهات الجدد في عائلتك، إن السنوات الأولى من الأبوة الأولى هي الأكثر تطلباً من حيث الوقت والطاقة، والتي يمكن أن تؤثر على الصحة البدنية والنفسية للوالدين الجديدين، قد تكون بعض الأيام جيدة، وقد تكون بعض الأيام هي الأكثر صعوبة، وبالنظر إلى التقلبات التي تلي الانتقال إلى مرحلة الأبوة والأمومة، فإن الأسرة هي بلا شك المصدر الأساسي لدعم الوالدين الجدد.
فالدعم الأسري ضروري للوالدين الجدد، خاصةً في أحداث الحياة الانتقالية مثل الإنجاب وتربية الأطفال، يمكنكم كأسرة أن تكونوا بمثابة شبكة من الأشخاص الذين يقدمون مجموعة واسعة من المساعدة للوالدين الجدد، بدءًا من الدعم العاطفي إلى الدعم المادي والعملي، وتلعبون دورًا حاسمًا في جعل الآباء والأمهات الجدد في عائلتكم يشعرون بأنهم جيدون وواثقون في قدرتهم على القيام بدورهم كأباء.
قد يعجبك هذا