“فاظفر بذات الدين”.. اختيار الزوجة في ميزان الإسلام؟

  • مقدمة
    جاء في الوصية الذهبية عن رسول الله ﷺ “تُنكَحُ المَرأةُ لأَربَعٍ: لِمالِها، ولِحَسَبِها، ولِجَمالِها، ولِدِينِها، فَاظفَر بِذاتِ الدِّينِ تَرِبَت يَداكَ”. (صحيح البخاري 4802، ومسلم 1466).

تسود مجتمعاتنا العربية والإسلامية العديد من المعايير المادية والاجتماعية لاختيار الزوجة؛ إلا أن رسولنا الكريم محمد ﷺ يضع أيدينا على القاعدة الذهبية في اختيار الزوجة وفقاً لأربعة معايير.
فكيف نوفِّق بين هذه المعايير؟ وما مكانة “ذات الدين” في سلم أولويات الخاطب؟.

* أولاً: “ذات الدين” هي الربح الأبدي للزوج

١- الاستقرار
المرأة الصالحة تبني بيتاً قائماً على التقوى لا ينهار بالأزمات، تحفظ حقوق زوجها، وتصون بيتها؛ {فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ} (النساء: 34).

٢- التربية
تربي أبناءها على أسس الدين ومكارم الأخلاق، لبناء جيل يعمر الأرض بالإيمان؛ “والمرأةُ راعيةٌ على بيتِ بَعْلِها وولدِه وهي مسؤولةٌ عنهم” (صحيح بخاري 2554، ومسلم 1829).

٣- السكن النفسي
تُشعر زوجها بالطمأنينة في حياته وقراراته {لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا} (الروم: 21).

* ثانياً: التوفيق العملي بين المعايير الأربعة

١. الدين (أساس لا يُتفاوض عليه وأولوية الخاطب)؛ فتُعرف المرأة من التزامها بالفرائض (خاصةً الصلاة)، حجابها الشرعي والابتعاد عن التبرج، وأدبها في الحديث واحترام الوالدين.

٢. الجمال
لا حرج في رؤية الخاطب للمرأة قبل الخطبة ضمن الحدود الشرعية، كما أمر النبي ﷺ المغيرة بن شعبة “عن المغيرةَ بنِ شعبةَ رضيَ اللهُ عنهُ أنَّه خطبَ امرأةً فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلّم انظرْ إليها فإنَّه أحرَى أنْ يُؤدَمَ بينَكما” (ابن ماجه 1866).

ولا بد من الموازنة بين الدين والجمال؛ فالدين أولى.

٣. الحسب/المال
لا تُرفَض صاحبة الدين لمجرد فقرها، ولا يكون الزواج لأجل المال فقط لقوله ﷺ “تَرِبَتْ يَدَاكَ!” (ففي ذلك تحذير من الخيبة).

* ثالثاً: أخطاء شائعة تؤثر سلباً على اختيار الزوجة:

_ الانبهار بالمظاهر؛ بالتغاضي عن نقص الدين مقابل الجمال أو الجاه.
_ الضغط العائلي؛ كزواج الأقارب رغم عدم الكفاءة الدينية.
_ إهمال التوافق الفكري؛ فالدين لا يتعارض مع الذكاء أو الثقافة!.

وهنا نشير إلى توجيه نبوي:
سُئل النبي ﷺ: أي النساء خير؟ فقال: “التي تسرّه إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها وماله بما يكره”. (صحيح النسائي 3231).

خاتمة

الاختيار الذي لا يندم عليه الخاطب أن يوفقه الله بالزوجة الصالحة؛ بذلك يكون قد ظفر بسكنٌ روحي {وَمِن آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا} الآية 21/ سورة الروم، وشريكة نجاح في الدنيا والآخرة، وأمٌّ صالحة.

وأن يراعي هذا التوفيق من الله؛ بالحفاظ على زوجته ومراعاتها والإحسان لها وحفظ حقوقها وأن لا يزيد في ضعفها؛ امتثالاً لوصية رسولنا الكريم ﷺ الذي ختمها بقوله: “اللَّهُمَّ إِنِّي أُحَرّجُ حقَّ الضَّعِيفَيْنِ: الْيَتِيمَ وَالْمَرْأَةَ” (ابن ماجه 3678).

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *