التغلب على الإحباطات والانكسارات
الحياة ليست مثالية
دعونا نواجه الأمر؛ الحياة ميدان معركة وليست بساطا مزدانا بالورود. لذلك يجب أن يكون موقفك ونهجك اليومي تجاه مواقف الحياة أكثر مرونة وأن يظل لديك اليقين بضرورة توقع الفشل في بعض الأحيان. بهذه الطريقة بدلا من أن تثقل كاهلك مثل هذه المواقف سيكون لديك بالفعل خطة للهروب.
إذا عندما تسير الحياة عكس ما خططت له كيف يكون رد فعلك تجاه ذلك؟ هل يتسلل إليك نظرة تشاؤمية؟ هل تستغرق في التفكير بالمصائب والنكسات التي تلقيها الحياة عليك بلا رحمة؟ غالبا ما تدرك أن كل خطوة تتخذها نحو ‘مستقبل ذهبي’ تبدو وكأنها تعيدك خطوتين إلى الوراء.
كم من الناس اليوم يشعرون بالذنب لرغبتهم في مستقبل مثالي وناجح؟ زوج محب أطفال يحسدون عليهم ومهنة لا تقاوم؟ أحيانا ربما تمنيت أن تصبح ثريا بين عشية وضحاها وتعيش حياة مرفهة إلى أقصى حد. ولكن بينما نغفل عن حقيقة أن الحياة جميلة بالفعل حتى دون السعي لجعلها مثالية أو التلهف للعيش الفاخر فإننا ننسى أن نعيشها فعلا.
السعادة الحقيقية: اختيار الفرح رغم كل شيء
في الواقع لا تصبح سعيدا في الحياة لأن الأمور مثالية تماما بل تصبح سعيدا فقط عندما تكون قادرا على النظر إلى ما هو أبعد من العيوب. أحيانا كل ما تحتاجه هو التراجع خطوة إلى الوراء وإعادة تقييم موقفك كيف هو تصورك للأشياء من حولك؟
أن تكون سعيدا ‘لمجرد السعادة’ يعني أنه بدلا من العيش انطلاقا من الخوف تبدأ بالعيش من منطلق الإيمان. وأنه بدلا من الغرق في الشفقة على الذات يمكنك البدء بممارسة التعاطف مع الآخرين. بالتأكيد سيؤذيك الناس سيهزونك ويحاولون كسرك. لكن ما تبقى منك بعد كل هذه الدراما هو كل ما يهم.
مجددا نظرا لأن التجارب المؤلمة مثل خيبات الأمل والانكسارات يمكن أن تقسي قلبك حقا ضد الثقة لدرجة تجعلك تشكك في الخير الموجود في الإنسانية؛ اعلم أنه سيكون هناك دائما مخرج. إن عملية التغلب على الإحباطات والانكسارات تمر عبر هذا المخرج وهو اختيار أن تكون سعيدا ببساطة بغض النظر عن كل تحديات الحياة. فيما يلي 5 أسباب تجعلك ترغب في اختيار السعادة:
- أولا اختيار الاستمتاع باللحظة بدلا من المعاناة يصبح عادة ثم يتحول إلى طبع وهو ما يحدد شخصيتك.
- ثانيا اختيار الاحتفال بدلا من الحزن يعود بالنفع الكبير على مستقبلك.
- ثالثا السعادة حتى لو كانت مجرد ابتسامة بسيطة تترجم إلى صحة أفضل.
- رابعا كل يوم جديد يصبح فرصة جديدة لتكون أفضل مما كنت عليه بالأمس.
- خامسا تبدأ في التأثير بشكل إيجابي على حياة الآخرين.
- أخيرا تصبح سيد مصيرك بنفسك.
التغلب على الإحباطات والانكسارات: استراتيجيات للمضي قدما
بغض النظر عن الإحباطات المصاعب الشدائد والألم الذي ربما عانيته في الماضي لا يوجد سبب لتجلد ذاتك. الحقيقة هي أن الإحباطات لا تميز ضد أحد إلا إذا سمحت لها بذلك؛ الانكسارات العاطفية تهزك لكنها لا يجب أن تشلّك.
لنفترض أنك فوت تلك الترقية؛ أو أنها رفضت عرض زواجك؛ أو أنه خانك مع صديقتك المقربة؛ أو أنك خسرت ذلك المزاد الحاسم. من خلال هذه الاختبارات والتحديات والإحباطات والانكسارات تحديدا نتمكن من تذوق طعم النصر اللذيذ. أهم شيء يجب أن تضعه في اعتبارك هو أن النهوض بعد نكسة ليس مجرد خيار بل هو قرار حتمي وجزء لا يتجزأ من عملية التغلب على الإحباطات والانكسارات.
إليك كيف تستمر في المضي قدما حتى بعد أن قدمت لك الحياة بعض الليمون المر خطوات نحو التغلب على الإحباطات والانكسارات:
توقف عن لوم نفسك:
انظر غالبا ما يكون اللوم الذاتي هو السبب وراء عدم قدرتك على تقبل النتائج في مواقف حياتية معينة والمضي قدما ببساطة. إن المعاناة والتفكير المفرط فيما فعلته أو لم تفعله لتحسين الأمور هي مضيعة كاملة للوقت. ببساطة تقبل ما حدث وامضِ قدما من هذه النقطة.
كن متفرجا محايدا:
هذا يعني أن تتجنب الغوص في الدراما عبر الابتعاد خطوة وتحويل انتباهك إلى أمور أكثر إيجابية. يساعد هذا الأسلوب في التعامل مع الصدمة القاسية لأنك قد نأيت بنفسك بالفعل عن الحدث. يمكنك حتى أن تصرخ بصوت عال وتقول “لم أكن أنا المتسبب!” كما لو كانت الأحداث مجرد مشهد من سيناريو فيلم يتم عرضه أمامك.
لا تأخذ الأمر على محمل شخصي:
ماذا عن استهداف تفسيرات بديلة للموقف؟ ليس بالضرورة أن يكون الأمر متعلقا بما فعلته أو لم تفعله؛ لا يجب أن يتمحور حولك. انظر إلى الموقف من منظور أوسع وحاول إيجاد عوامل أخرى يمكن أن تكون مسؤولة أو تفسر ما حدث.
ركز على نقاط قوتك:
لا بد أن لديك الكثير منها! فكر فيما تجيده حقا وكم من الأشياء الأخرى أنجزتها في حياتك بنجاح وكم من الأمور سارت وفقا لتوقعاتك. استثمر تلك المهارات التي ربما اكتسبتها في الماضي واعمل على صقلها وكافح لتصبح شخصا أفضل. هذا التركيز هو دعم قوي في رحلة التغلب على الإحباطات والانكسارات.
ابحث عن التأثير الإيجابي:
إذا كانت الأمور صعبة عليك الآن فإنها ستزداد سوءا فقط إذا اخترت صحبة العقول المريرة والأنانية والسلبية. فكر مليا في الشخص الذي ستلجأ إليه غريزيا في موقف عصيب ودع هذا الشخص يكون من تتواصل معه طلبا للدعم. أما المتشائمون ومنتقدون دعهم يفعلون ما يجيدونه أي العيش في تشاؤمهم. إن إحاطة نفسك بالإيجابية هو مفتاح أساسي في عملية التغلب على الإحباطات والانكسارات.